كَيْفَ أنْسَــى ؟!

يَقُولونَ لِي أنسِي ، فالجَميعُ رَاحلٌ ..
فَهلْ القلبُ ينسَى مَنْ أسكَنهْ ؟
فَهلْ النّفسُ تنسَى منْ ألفتهْ ؟
لا مَجالَ لذلكْ ، فمهمَا كَانْ أنَا إنسَانَة ..
كيفَ لِي أنّ أنسَى ؟
بعدمَا حملتُ حبهُمْ بداخلِي كالجنينْ ،
وَ زرعتُهمْ بقلبِي كالوردَة ،
رَحلوُا يبحثًونَ عنْ موَاطنٌ أخرَى ..
وَ تركُونِي مُبعثرةً مُشتتَةً..

(2)

كيفَ لِي أنّ أنسى ؟
منْ أراهُمْ يمرّونَ كلّ يَومٍ أمامِي ،
و بإبتسامة صفراء يلْقونَ السّلام ..
كيفَ لِي أنّ أنسَى ؟
حينَ يهبُّ الشوق فِي صَدرِي ..
فأجهشُ في البكَاءْ ، وحدِي ..
أبكِي نفسِي ، أبكِي وحدتِي ..
كيفَ لِي أن أنسَى ؟
و القلبُ محتشدٌ بالدَمعْ ..

(3)

كيفَ لِي أنّ أنسَى ؟
وَ أنا مُعتقلةٌ بالذكريَّاتْ ...
فَالنسيان هو مُجرّد مجُرمٍ فاشلٌ ..
تعتقلهُ الذكرىَ سريعًا و تنفيهِ فِي مكَان ..
لآ يبعدُ عنْ العقلْ إلَا بأمتارْ ..
وَ أعودُ أنَا حيثُمَا كنتْ ..
أشهقُ الوَجعْ صباحًا و أزفرهُ مساءاً ..

(4)

قبلَ أنّ تنصحُونِي بالنسيَانْ ..
أخبرونِي قليلاً عنْ الصداقَة ..
كيفَ هي ؟ و كيفَ شكلها ؟
إنّها ضائعَة .. !
بعدَ أنّ مرغُوها في وحَلِ الغدرِ و الخيَانَة ..
أخبرونِي عنهَا ، علَّنِي أجدُها ..
فأردُها لكلِّ مَنِ إفتقدَ الصداقَة الحقيقية ..